فوائد من كتب ابن القيم
القرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحدٍ يُؤهل ولا يُوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه،لم يقاومه الداء أبدًا .________________________________________
فاتحة الكتاب... الشفاء التام والدواء النافع... ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرَف مقدارها وأعطاها حقَّها ، وأحسن تنزيلها على دائه ، وعرَف وجه الاستشفاء والتداوي بها ، والسر الذي لأجله كانت كذلك . [زاد المعاد في هدي خير العباد].________________________________________
كتاب الله هو الشفاء النافع وهو أعظم الشفاء ، وما أقل المُستشفين به ! بل لا يزيد الطبائع الرديئة إلا رداءةً، ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا . وكذلك ذكرُ الله والإقبالُ عليه والإنابةُ إليه والفزعُ إلى الصلاة ، كم قد شُفي به من عليل ! وكم قد عُوفي به من مريض! وكم قام مقام كثير من الأدوية التي لا تبلغ قريبًا من مبلغه في الشفاء ! وأنت ترى كثيرًا من الناس بل أكثرهم لا نصيب لهم من الشفاء بذلك .________________________________________
الحمد لله الذي جعل كتابه كافيًا من كلِّ ما سواه، شافيًا من كلِّ داء، هاديًا إلى كل خير،...فآيات القرآن تحيي القلوب كما تُحيَى الأرضُ بالماء، وتُحرقُ خبثها وشبهاتها وشهواتها وسخائمها كما تُحرقُ النارُ ما يُلقَى فيها، وتميز زَبَدَها من زُبَدِها كما تميز النار الخبث من الذهب والفضة والنحاس ونحو منه. [مفتاح دار السعادة].________________________________________
لو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء. ومكثتُ بمكة مدة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبًا ولا دواءً، فكنتُ أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، وكان كثير منهم يبرأ سريعًا. الداء والدواء________________________________________
قراءة آيات السكينة : قال رحمه الله: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله سمعته يقول في واقعة عظيمةٍ جرت له في مرضه، تعجز العقول والقوى عن حملها- من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة- قال: فلما اشتد عليَّ الأمر قلت لأقاربي: اقرؤوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال. ولقد جرَّبتُ أنا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه، فرأيتُ لها تأثيرًا عظيمًا في سكونه وطُمأنينته. مدارج السالكين في منازل السائرين________________________________________
غذاء القلوب بسماع القرآن : السماع الشرعي...أصلح الأغذية وأطيبها وأنفعها للعارفين، وهو غذاء قلوبهم الذي لا يشبع منه، كما قال إمام أهل هذا السماع عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله، وفي صفة القرآن "لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء" فهو قوت القلب وغذاؤه، ودواؤه من أسقامه وشفاؤه، وأما السماع الشعري الشيطاني فهو سُحت، وقلب تغذى بالسُّحت بعيد من الله، غير الله أولى به. الكلام على مسألة السماع________________________________________
القرآن الكريم كتاب حياة وهداية: كتابٌ لم ينزل من السماء كتابٌ أهدى منه، خضعت له الرقاب، وسجدت له عقول ذوي الألباب، وشهدت العقول والفِطَرُ بأن مثله ليس من كلام البشر، وأن فضله على كل كلام كفضل المتكلم به على الأنام، وأنه نور البصائر من عماها، وجلاء القلوب من صداها، وشفاء الصدور من أدوائها وجواها، فهو حياتها الذي به حباها، ونورها الذي انقشعت به عنها ظلماؤها، وغذاؤها الذي به قوام قوتها، ودواؤها الذي حفظ به صحتها، وهو البرهان الذي زاد على برهان الشمس ضياءً ونورًا، فلو ﴿...اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88]. الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة________________________________________
تلاوة القرآن ربيع للقلوب وشفاء للصدور ونور للبصائر وحياة للأرواح: ثم يأخذ بعد ذلك في تلاوة ربيع القلب، وشفاء الصدور، ونور البصائر، وحياة الأرواح، وهو كلام رب العالمين، فيحل به فيما شاء من روضات مونقات، وحدائق معجبات، زاهية أزهارها، مونقة ثمارها، قد ذُلِّلت قطوفها تذليلًا، وسُهلت لمتناولها تسهيلًا، فهو يجتني من تلك الثمار خيرًا يُؤمر به، وشرًّا يُنهى عنه، وحكمة وموعظة، وتبصرة وتذكرة، وعبرة، وإزالة لشبهة، وجوابًا عن مسألة، وإيضاحًا لمشكل، وترغيبًا في أسباب فلاح وسعادة، وتحذيرًا من أسباب خسران وشقاوة، ودعوة إلى هدًى. شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم________________________________________
ذوق حلاوة القرآن بتدبر قراءته : • وبالجملة، فلا شيء أنفعُ للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فإنه...يورثُ المحبةَ والشوقَ والخوفَ والإنابةَ والتوكلَ والرضا والتفويض والشكرَ والصبرَ وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكمالهُ، وكذلك يزجرُ عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه. • لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كلِّ ما سواها،...فقراءة آيةٍ بتفكرٍ وتفهم خيرٌ من قراءة ختمةٍ بغير تدبرٍ وتفهُّمٍ، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوقِ حلاوة القرآن. مفتاح دار السعادة________________________________________
القرآن لا يجد حلاوته ولا يذوق طعمه إلا القلب المطهر من الأنجاس : قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة: 77 - 79] فحقيقة هذا أنه لا يمسُّ محله إلا المطهر، وإشارته أنه لا يجد حلاوته ويذوق طعمه ويباشر حقائقه إلا القلب المطهر من الأنجاس والأدناس، وإلى هذا أشار البخاري في صحيحه، فهذه من أصح الإشارات. الكلام على مسألة السماع________________________________________
أسرار القرآن الكريم: • أسرار كلام الله أجلُّ وأعظمُ من أن تدركها عقول البشر، وإنما غاية أولي العلم الاستدلال بما ظهر منها على ما وراءه، وإن باديه إلى الخافي يسير. • الأسرار في القرآن لا يرقى إليها إلا بموهبة من الله وفهم يؤتيه عبدًا في كتابه. • تبارك من أودع كلامه من الحكم والأسرار والعلوم ما يشهد أنه كلام الله! وأن مخلوقًا لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الكلام. • انظر إلى أسرار الكتاب وعجائبه وموارد ألفاظه، جمعًا وإفرادًا، وتقديمًا وتأخيرًا، إلى غير ذلك من أسراره، فلله الحمد والمنة لا يُحصي أحد من خلقه ثناءً عليه. • ليس في القرآن حرف زائد، وتكلمنا على كل ما ذكر في ذلك، وبينا أن كل لفظةٍ لها فائدة متجددة زائدة على أصل التركيب. بدائع الفوائد________________________________________
أسباب الانتفاع بالقرآن : إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك، واحضر حُضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]، قوله: ﴿ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ المراد به القلب الحيُّ، الذي يعقلُ عن الله وقوله: ﴿ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ ﴾؛ أي: وجَّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام وقوله: ﴿ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾؛ أي: شاهد القلب، حاضر غيرُ غائب. فإذا حصل المؤثِّرُ وهو القرآنُ، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاءُ، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيءٍ آخر، حَصَل الأثرُ وهو الانتفاع والتذكر. الفوائد________________________________________
هجر القرآن : هجر القرآن أنواع : أحدها: هجرُ سماعه، والإيمان به، والإصغاء إليه. الثاني: هجرُ العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به. الثالث: هجرُ تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه. الرابع: هجرُ تدبره وتفهُّمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه. الخامس: هجرُ الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها . الفوائد________________________________________
تيسير الله عز وجل كتابه للذكر : لا تجد كلامًا أحسن تفسيرًا، ولا أتم بيانًا من كلام الله سبحانه؛ ولهذا سماه سبحانه (بيانًا)، وأخبر أنه يسَّره للذكر، وتيسيره للذكر يتضمَّن أنواعًا من التيسير: إحداها: تيسير ألفاظه للحفظ. الثاني: تيسير معانيه للفَهم. الثالث: تيسير أوامره ونواهيه للامتثال. الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة________________________________________
صوت القرآن وصوت الغناء : صوت القرآن يُسكِّن النفوس ويُطمئنها ويُوقرها ،، وصوت الغناء يستفزها ويُزعجها ويُهيجها . الكلام على مسألة السماع
________________________________________
وأشد العقوبات العقوبة بسلب الإيمان ودونها العقوبة بموت القلب ومحو لذة الذكر والقراءة والدعاء والمناجاة منه، وربما دبت عقوبة القلب فيه دبيب الظلمة إلى أن يمتلئ القلب بهما فتعمى البصيرة، وأهون العقوبة ما كان واقعا بالبدن في الدنيا، وأهون منها ما وقع بالمال، وربما كانت عقوبة النظر في البصيرة أو في البصر أو فيهما " (٤٩٢).________________________________________
ومن أفضل ما سئل الله عز وجل حبه وحب من يحبه وحب عمل يقرب إلى حبه ومن أجمع ذلك أن يقول:اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك، اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا لي فيما تحب اللهم اجعل حبك أحب إلي من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ________________________________________
" والله تعالى لا يضيع أجر ذكر اللسان المجرد بل يثيب الذاكر وإن كان قلبه غافلا ولكن ثواب دون ثواب "________________________________________
قال رجل للحسن: يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي قال: أذبه بالذكر. وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، ولا يذهب قساوته إلا حب مقلق أو خوف مزعج "________________________________________
من علامات المعرفة: الهيبة، فكلما ازدادت معرفة العبد بربه، ازدادت هيبته له، وخشيته إياه، كما قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء } [فاطر:28] أي: العلماء به، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: («أنا أعرفكم بالله، وأشدكم له خشية ») ومن عرف الله، صفا له العيش، وطابت له الحياة، وهابه كلُّ شيءٍ، وذهب عنه خوف المخلوقين، وأنِسَ بالله، واستوحش من الناس، وأورثته المعرفة الحياء من الله، والتعظيم له، والإجلال، والمراقبة، والمحبة، والتوكل عليه، والإنابة إليه، والرضا به، والتسليم لأمره.________________________________________
أن اتباع الهوى يغلق عن العبد أبواب التوفيق، ويفتح له أبواب الخِذلان، فتراه يلهج بأن الله لو وفق لكان كذا وكذا، وقد سد على نفسه طرق التوفيق باتباع هواه.________________________________________
المحبة شجرة في القلب، عروقها الذل للمحبوب، وساقها معرفته، وأغصانها خشيته، وورقها الحياء منه، وثمرها طاعته، ومادتها التي تسقيها ذكره، فمتى خلا القلب عن شيء من ذلك كان ناقصًا.________________________________________
وكمالُ المحبَّة هي العبودية، والذلُّ، والخضوعُ، والطَّاعة للمحبوب، وهو الحقُّ الذي به وله خُلِقَت السموات والأرض، والدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الحجر/٨٥]، وقال: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا} [ص/٢٧]، وقال: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون/١١٥].________________________________________
أوَ ما سمعتِ قول العقلاء: مَنْ سَرَّح ناظره؛ أتعبَ خاطره، ومن كثرت لَحظاتُه؛ دامت حَسَرَاتُه، وضاعت عليه أوقاتُه.________________________________________
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: القلبُ مَلِكٌ، والأعضاءُ جنودُه، فإن طابَ الملِكُ؛ طابتْ جنوده، وإن (٢) خبُثَ الملك؛ خبثتْ جنودُه.________________________________________
وكان بعضُ العارفين يقول: مساكين أهل الدُّنيا، [٦٣ أ] خرجوا من الدنيا، ولم يذوقوا أطيبَ نعيمها، فيقال له: وما هو؟ فيقول: محبَّةُ الله، والأنسُ به، والشَّوقُ إلى لقائه، ومعرفة أسمائه وصفاته.________________________________________
وقد روى عبد العزيز بن أبي رَوَّاد عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ هذه القُلُوب تصْدَأُ كما يصدَأُ الحديد» قيل: يا رسُول الله! فما جلاؤُها؟ قال: «تِلاوَةُ القُرْآنِ» (٢).________________________________________
الحبُّ يُوجب حركة النفس، وشدَّة طلبها، والنفسُ خُلقت متحركة بالطَّبع، كحركة النار، فالحبُّ حركتُها الطبيعيةُ، فكلُّ من أحبَّ شيئًا من الأشياء؛ وجد في حبه لذَّة وروحًا، فإذا خلا عن الحُبِّ مطلقًا تعطَّلت النفسُ عن حركتها، وثَقُلت، وكسِلتْ، وفارقها خفةُ النشاط________________________________________
ولهذا تجد الكُسالى أكثر الناس همًّا، وغمًّا، وحزنًا، ليس لهم فرحٌ، ولا سرورٌ، بخلاف أرباب النَّشاط، والجدِّ في العمل أيِّ عمل كان، فإن كان النشاطُ في عملٍ هم عالمون بحسن عواقبه، وحلاوة غايته؛ كان التذاذُهم بحبِّه، ونشاطُهم فيه أقوى. وبالله التوفيق.________________________________________
أنَّ أصل العداوة، والشَّرِّ، والحسد الواقع بين النَّاس من اتباع الهوى، فمن خالف هواه؛ أراح قلبه، وبدنه، وجوارحه، فاستراح، وأراح.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله .. * مفتاح حياة القلب .. تدبر القرآن .. والتضرع بالأسحار .. وترك الذنوب.. . * ومفتاح حصول الرحمة .. الإحسان في عبادة الخالق .. والسعي في نفع عبيده .. . * ومفتاح الرزق .. السعي مع الاستغفار .. والتقوى .. . . "حادي الأرواح" صـ 69 ..
________________________________________
يثير الله سحابًا في الجنة يُمطرهم بما شاؤوا من طيب وغيره________________________________________
تمر السحابة بأهل الجنة ☁ فتقول ماذا تريدون أن أمطركم ! فلا يتمنون شيئا إلا أُمْطِروا ________________________________________
قال ﷺ: " الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج "________________________________________
قال ﷺ: " إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعد"________________________________________
(من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار ويحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه وجعله رفيق السفرة الكرام البررة)________________________________________
{ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} "نودوا أن صحوا فلا تسقموا أبدا واخلدوا فلا تموتوا أبدا وانعموا فلا تبأسوا أبدا "________________________________________
قال ﷺ : "يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار" قالوا كيف يا رسول الله ؟! قال: " بالثناء الحسن وبالثناء السيء "________________________________________
يأتي أهل الجنة مثل السحابة ☁ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فيقولون: أمطري علينا ❤ فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم ________________________________________
إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا والنجب❤ ويؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث ولا تبول يركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله________________________________________
إن من المزيد أن تمر السحابة ☁ بأهل الجنة فتقول ماذا تريدون أن أمطركم !! فلا يتمنون شيئا إلا أُمطِروا ________________________________________
فإذا شربوا من إحداهما جرت في وجوههم نضرة النعيم وإذا توضؤا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبدا !________________________________________
قال ﷺ: (أنا أكثر الناس تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة) أمّة محمد أسبق الأمم خروجًا من الأرض، وأسبقهم إلى أعلى مكان في الموقف وأسبقهم إلى ظل العرش وأسبقهم إلى الفصل والقضاء بينهم. وأسبقهم إلى الجواز على الصراط وأسبقهم إلى دخول الجنة، فالجنة محرمة على الأنبياء حتى يدخلها محمد ومحرمة على الأمم حتى تدخلها أمته..________________________________________
قال خزنة أهل الجنة لأهلها: "سلام عليكم"أي سلمتم فلا يلحقكم بعد اليوم ما تكرهون "طبتم فادخلوها بشروهم بالسلامة والطيب والدخول والخلود________________________________________
قال ﷺ: " إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أنّى لي هذه ! فيقول: باستغفار ولدك لك"________________________________________
كيف يقدر قدر دارٍ غرسها الله بيده ! وجعلها مقرًّا لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ☁________________________________________
يقول سلوني ما اشتهيتم فكل ما تريدون عندي، إنني أنا أرحم فقالوا جميعًا:نحن نسألك الرضا فأنت الذي تولي الجميع وترحمُ يارب.. رضاك ❤________________________________________
من أسماء الجنة: - جنة المأوى ❤ - جنات عدن ❤ - دار الحيوان ❤ قال الكلبي (هي حياة لاموت فيها)________________________________________
من أسماء الجنة: الفردوس ❤☔ قال كعب: هو البستان الذي فيه الأعناب وقال الضحاك: هي الجنة الملتفة بالأشجار________________________________________
جنات النعيم: لما تضمنته من الأنواع التي يتنعم بها من المأكول والمشروب والملبوس والصّور، والرائحة الطيبة والمنظر البهيج والمساكن الواسعة________________________________________
تأمل قوله سبحانه {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب} تجد تحته معنى بديعًا، وهم أنهم إذا دخلوا الجنة لم تُغلق عليهم أبوابها، بل تبقى مفتحة كما هي { جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } فهي دار أمن، لايحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا أما النار إذا دخلها أهلها أغلقت أبوابها، كما قال تعالى {إنها عليهم مؤصدة}________________________________________
يقول سلوني ما اشتهيتم فكل ما تريدون عندي، إنني أنا أرحم فقالوا جميعًا:نحن نسألك الرضا فأنت الذي تولي الجميع وترحمُ يااارب رضاك ________________________________________
إذا طالبت العبد نفسه بما تطالبه من الحظوظ والاقسام وأرته انه في بلية وضائقة تداركه الله برحمته وابتلاه ببعض الذنوب فرأى ما كان فيه من المعافاة والنعمة وأنه لا نسبة لما كان فيه من النعم الى ما طلبته نفسه من الحظوظ فحينئذ يكون اكثر أمانيه وآماله العود الى حالة وان يمنعه الله بعافيته.________________________________________
ان التوبة توجب للتائب آثارا عجيبة من المقامات التي لا تحصل بدونها فتوجب له من المحبة والرقة واللطف وشكر الله وحمده والرضا عنه عبوديات أخر فإنه إذا تاب الى الله تقبل الله توبته فرتب له على على ذلك القبول انواعا من النعم لا يهتدي العبد لتفاصيلها بل يزال يتقلب في بركتها وآثارها مالم ينقضها ويفسدها.________________________________________
إذا شهد العبد ذنوبه ومعاصيه وتفريطه في حق ربه استكثر القليل من نعم ربه عليه ولا قليل منه لعلمه ان الواصل اليه فيها كثير على مسيء مثله واستقل الكثير من عمله لعلمه بان الذي ينبغي ان يغسل به نجاسته واوضاره واوساخه اضعاف ما اتي به فهو دائما مستقل لعلمه كائنا ما كان مستكثر لنعمة الله عليه وإن دقت.________________________________________
ان الذنب يوجب لصاحبه التقيظ والتحرز من مصائد عدوه ومكامنه ومن اين يدخل عليه اللصوص والقطاع ومكامنهم ومن اين يخرجون عليه وفي أي وقت يخرجون فهو قد استعد لهم وتأهب وعرف بماذا يستدفع شرهم وكيدهم فلو انه مر عليهم على غرة وطمأنينه لم يأمن ان يظفروا به ويجتاحوه جملة.
حال المؤمن أن يكون فطنا حاذقا اعرف الناس بالشر وأبعدهم منه فإذا تكلم في الشر واسبابه ظننته من شر الناس فإذا خالطته وعرفت طويته رأيته من ابر الناس والمقصود ان من بلى بالافات صار من اعرف الناس بطرقها وامكنه ان يسدها على نفسه وعلى من استنصحه من الناس ومن لم يستنصحه________________________________________
علامة السعادة ان تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه وعلامة الشقاوة ان يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره.________________________________________
فاعلم أنه لا ريب أن الصلاة قرة عُيون المحبين، و لذة أرواح الموحدين، و بستان العابدين و لذة نفوس الخاشعين، و محك أحوال الصادقين، و ميزان أحوال السالكين، و هي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين.________________________________________
فالغفلة هي قحط القلوب و جدبها، و ما دام العبد في ذكر الله و الإقبال عليه فغيث الرحمة ينزل عليه كالمطر المتدارك، فإذا غفل ناله من القحط بحسب غفلته قلة و كثرة، فإذا تمكَّنت الغفلة منه، و استحكمت صارت أرضه خرابا ميتة، و سنته جرداء يابسة، و حريق الشهوات يعمل فيها من كل جانب كالسَّمائم.________________________________________
القلب إنما يَيبس إذا خلا من توحيد الله و حبه و معرفته و ذكره و دعائه، فتصيبه حرارة النفس، و نار الشهوات، فتمتنع أغصان الجوارح من الامتداد إذا مددتها، و الانقياد إذا قُدتها، فلا تصلح بعدُ هي و الشجرة إلا للنَّار { فويلٌ للقاسية قُلوبهم مِّن ذكر الله أولئك في ضلال مُّبين}________________________________________
الصلاة وُضعت لاستعمال الجوارح جميعها في العبودية تبعاً لقيام القلب بها و هذا رجلٌ عرَف نعمة الله فيما خُلق له من الجوارح و ما أنعم عليه من الآلاء، و النعم، فقام بعبوديته ظاهراً و باطناً و استعمل جوارحه في طاعة ربِّه، و حفظ نفسه و جوارحه عمَّا يُغضب ربه و يشينه عنده.________________________________________
أبغض الخلق إلى الله العبد البطَّال الذي لا في شغل الدنيا و لا في سعي الآخرة. بل هو كلّ على الدنيا و الدين، بل لو سعى للدنيا و لم يسع للآخرة كان مذموماً مخذولاً، و كيف إذا عطّل الأمرين، و إنَّ امرء يسعى لدنياه دائما، و يذهل عن أُخراه، لا شكَّ خاسر.________________________________________
سرُّ الصلاة و لُبها إقبال القلب فيها على الله، و حضوره بكلِّيته بين يديه، فإذا لم يقبل عليه و اشتغل بغيره و لهى بحديث نفسه، كان بمنزلة وافد وفد إلى باب الملك معتذرا من خطاياه و زله مستمطرا سحائب جوده و كرمه و رحمته، مستطعما له ما يقيت قلبه، ليقوى به على القيام في خدمته، فلما وصل إلى باب الملك، و لم يبق إلا مناجته له، التفت عن الملك وزاغ عنه يمينا و شمالا، أو ولاه ظهره________________________________________
ما بين الصلاتين تحدث للعبد الغفلة و الجفوة و القسوة، و الإعراض و الزَّلات، و الخطايا، فيبعده ذلك عن ربه، و ينحّيه عن قربه، فيصير بذلك كأنه أجنبيا من عبوديته، ليس من جملة العبيد، و ربما ألقى بيده إلى أسر العدو له فأسره، و غلَّه، و قيَّده، و حبسه في سجن نفسه و هواه.________________________________________
العبد في حال غفلته كالآبق من ربه، قد عطّل جوارحه و قلبه عن الخدمة التي خُلق لها فإذا جاء إليه فقد رجع من إباقه، فإذا وقف بين يديه موقف و التذلل و الانكسار، فقد استدعى عطف سيِّده عليه، و إقباله عليه بعد الإعراض عنه.________________________________________
عبودية التكبير " الله أكبر ". و أُمر بأن يستقبل القبلة ـ بيته الحرام ـ بوجهه، و يستقبل الله عز و جل بقلبه، لينسلخ مما كان فيه من التولي و الإعراض، ثم قام بين يديه مقام المتذلل الخاضع المسكين المستعطف لسيِّده عليه، و ألقى بيديه مسلّماً مستسلماً ناكس الرأس، خاشع القلب مُطرق الطرف لا يلتفت قلبه عنه، و طرفة عين، لا يمنة و لا يسرة، خاشع قد توجه بقلبه كلِّه إليه.________________________________________
الله أكبر في قلبه من كلِّ شيء، و صدَّق هذا التكبير بأنه لم يكن في قلبه شيء أكبر من الله تعالى يشغله عنه، فإنه إذا كان في قلبه شيء يشتغل به عن الله دلّ على أن ذلك الشيء أكبر عنده من الله فإنه إذا اشتغل عن الله بغيره، كان ما اشتغل به هو أهم عنده من الله، و كان قوله " الله أكبر " بلسانه دون قلبه________________________________________
عبودية الاستفتاح فإذا قال: " سبحانك اللهم و بحمدك " و أثنى على الله تعالى بما هو أهله، فقد خرج بذلك عن الغفلة و أهلها، فإن الغفلة حجاب بينه و بين الله. و أتى بالتحية و الثناء الذي يُخاطب به الملك عند الدخول عليه تعظيما له و تمهيدا، و كان ذلك تمجيدا و مقدمة بين يدي حاجته. فكان في الثناء من آداب العبودية، و تعظيم المعبود ما يستجلب به إقباله عليه، و رضاه عنه، و إسعافه بفضله حوائجه________________________________________
فأمر العبد بالاستعاذة بالله منه ليسلم له مقامه بين يدي ربه و ليحي قلبه، و يستنير بما يتدبره و يتفهمه من كلام الله سيِّده الذي هو سبب حياة قلبه، و نعيمه و فلاحه، فالشيطان أحرص شيء على اقتطاع قلبه عن مقصود التلاوة. و لما علم الله سبحانه و تعالى حَسَد العدو للعبد، و تفرّغه له، و علم عجز العبد عنه، أمره بأن يستعيذ به سبحانه، و يلتجئ إليه في صرفه عنه________________________________________
قال لي شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه و نوَّر ضريحه يومًا: إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته، و مدافعته، و عليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب، و يكفيكه. فإذا استعاذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم أبعده عنه.________________________________________
الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه أثره، إما لضعفه في نفسه ؛ بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام ورين الذنوب________________________________________
للدعاء مع البلاء ثلاث مقامات: أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه. الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً. الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه.________________________________________
أنفع الأدوية الإلحاح في الدعاء وضده أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء________________________________________
الأذكار و الأدعية و الآيات التي يستشفى ويرقى بها لابد فيها من أمور: (أن تستدعي قبول المحل) (وقوة وهمة الفاعل)، (وألا يكون المانع قوي فيمنع نجع هذا الدواء).________________________________________
معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألذوا بياذا الجلال والإكرام) يعني تعلقوا بها والزموها وداوموا عليها________________________________________
على قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالطرْف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الركاب________________________________________
ينبغي على العبد النظر إلى الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم، فإنها الكلاليب التي بجنبتَيْ ذاك الصراط، تخطفه وتعوقه عن المرور عليه.________________________________________
إن طريق الحق تأخذ علواً صاعدة بصاحبها إلى العلي الكبير، وطريق الضلال تأخذ سفلاً، هاوية بسالكها في أسفل سافلين________________________________________
الخوف يثمر الورع والاستعانة وقصر الأمل. وقوة الإيمان باللقاء تثمر الزهد. والمعرفة تثمر المحبة والخوف والرجاء. والقناعة تثمر الرضاء. والذكر يثمر حياة القلب. والإيمان بالقدر يثمر التوكل.________________________________________
التمني يكون مع الكسل، ولا يسلك بصاحبه الجد والاجتهاد. والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل.________________________________________
المراقبة وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه ناظر إليه سامع لقوله وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين. قيل لبعضهم: متى يهش الراعي غنمه بعصاه عن مراتع الهلكة فقال: إذا علم أن عليه رقيباً.________________________________________
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور، يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول________________________________________
بعض الأقوال التي قيلت في الإخلاص: قيل: هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة. وقيل: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين. وقيل: الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء: أن يكون ظاهره خيراً من باطنه، والصدق في الإخلاص: أن يكون باطنه أعمر من ظاهره________________________________________
الذي يخلصه من رؤية عمله: مشاهدته لمنة الله عليه وفضله وتوفيقه له وأنه بالله لا بنفسه وأنه آلة محضة وأن فعله كحركات الأشجار وهبوب الرياح وأن المحرك له غيره والفاعل فيه سواه وأنه ميت والميت لا يفعل شيئاً وأنه لو خلي ونفسه لم يكن من فعله الصالح شيء البتة________________________________________
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: أعظم الكرامة لزوم الاستقامة________________________________________
أولياء الله وخاصته يتوكلون عليه في الإيمان ونصرة دينه وإعلاء كلمته، وجهاد أعدائه، وفي محابه وتنفيذ أوامره.________________________________________
علم العبد بتفرد الحق تعالى وحده بملك الأشياء كلها وأنه ليس له مشارك في ذرة من ذرات الكون: من أقوى أسباب توكله وأعظم دواعيه________________________________________
معنى الصبر بالله صبر الاستعانة بالله، ورؤيته أنه هو المصّبر، وأن صبر العبد بربه لا بنفسه________________________________________