فوائد من كتب ابن الجوزي
قال ابن الجوزي كونوا كما أمركم الله ؛ يَكُنِ لكم كما وعدكم، أجيبوا الله إذا دعاكم ؛ يجبكم إذا دعوتموه '. التذكرة صـ 19________________________________________
قال رسول الله ﷺ: «إنَّ الصحَّة والفراغ، نعمتان من نِعَمِ الله عزَّ وجلَّ، مغبونٌ فيهما كثيرٌ مِن النَّاس»________________________________________
قال رسول الله ﷺ: «الكيَّسُ من دانَ نفسَهُ، وعمِلَ لِما بعد الموتِ، والعاجزُ من اتبعَ نفسَهُ هوَاهَا، وتمنَّى على الله عزَّ وجلَّ الأمانيَّ»________________________________________
قال رسول الله ﷺ: «بادروا بالأعمال سبعًا: هل تُنظرونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غائبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ».________________________________________
٥- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «حاسبوا أنفُسَكُم قبل أن تُحَاسَبُوا، وزِنوا أنفُسَكم قبل أن تُوزنوا، فإنَّهُ أهونُ عليكم في الحساب غدًا أن تُحَاسبوا أنفُسَكم اليوم، وتزيَّنوا للعَرْضِ الأكبرِ ﴿يَوْمَئِذٍۢ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾».________________________________________
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «التُؤدَةُ في كُلِّ شيءٍ خيرٌ، إلا ما كانَ من أمرِ الآخرة»________________________________________
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «إنِّي لأبغِضُ الرَّجُلَ فارغًا ليسَ في شيء مِن عملِ الدُّنيا، ولا مِن عملِ الآخرة».________________________________________
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «إنَّكم في مَمَرِّ اللَّيل والنَّهار، في آجالٍ منقوصةٍ، وأعمالٍ محفوظة، والموتُ يأتي بغتةً، فمن زرَعَ خيرًا يوشكُ أن يحصُدَ رغبةً، ومن زرَعَ شرًّا يوشكُ أن يحصُدَ ندامةً، ولكلِّ زارعٍ ما زرَعَ»________________________________________
قال أبو بكر بن عياش: «أحَدُهم لو سقَطَ مِنهُ دِرهمٌ لظلَّ يومَهُ يقولُ: إنَّا لله!! ذهَبَ درهمي، وهو يذهبُ يومُهُ؛ ولا يقولُ: ذهَبَ يومي ما عمِلتُ فيه»________________________________________
قال يحيى الحماني: لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته فقال: لا تبكي –وأشار إلى زاوية في البيت-، فقد ختم أخوك في تلك الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة________________________________________
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قام النبي ﷺ حتى تورَّمت قدماه، فقيل: يا رسول الله قد غفرَ الله لك ما تقدَّمَ من ذنبك وما تأخر. قال: «أفلا أكونُ عبدًا شكورًا؟».________________________________________
وَكَانَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا أَنْزَلَ الْمَوْتُ كُنْهَ مَنْزِلَتِهِ مَنْ عدَّ غَدًا مِنْ أَجَلِهِ، وَكَمْ مستقبلٍ يَوْمًا لا يَسْتَكْمِلُهُ، وَكَمْ مُؤَمِّلٍ لِغَدٍ لا يُدْرِكُهُ، لَوْ رَأَيْتُمُ الأَجَلَ وَمَسِيرَهُ، لأَبْغَضْتُمُ الأَمَلَ وَغُرُورَهُ________________________________________
- قال دايةُ بنت داود الطائي لأبيها: أما تشتهي الخبز؟ فقال: بين مَضغِ الخُبزِ وشُربِ الفتيتِ قراءةُ خمسينَ آية________________________________________
كان الأسود بن يزيد يُجهِدُ نفسَهُ في الصوم والعبادة حتى يخضرَّ جسَدُهُ ويصفرّ، وكان علقمة يقول له: لِمَ تُعدِّبُ هذا الجسد؟! فيقول: إنَّ الأمرَ جدّ، إن الأمرَ جدّ________________________________________
من علِمَ أنَّ العُمْرَ بضاعةٌ يسيرةٌ يُسافِرُ بها إلى البقاءِ الدَّائمِ في الجنَّة لم يُضيِّعهُ، فأمَّا من قلَّ عِلمُهُ وضَعُفَ إيمانهُ بالجزاء، وخَسَّتْ هِمَّتُهُ، فإنَّه يؤثر الرَّاحة بالبطالة، ويُقْنِعُهُ ما يرجو النَّجاة بهِ مِن التوحيد ولا ينظرُ في فوتِ الدَّرجات.________________________________________
من أسباب تضييع العمر: طول الأمل: فالإنسان يَعِدُ نفسَهُ بأنْ سيعمل. وقد روينا عن علي بن أبي طالب أنه قال: «طولُ الأملِ يُنْسي الآخرة». وقال ابن عمر: «إذ أصبحتَ فلا تُحدِّث نفسكَ بالمساء، وإذا أمسيتَ فلا تُحدِّث نفسكَ بالصباح». وقال الحسن: «ما أطالَ عبدٌ الأمل إلا أساء العمل».________________________________________
وينبغي للإنسان أن يعلم أن أعزَّ الأشياء شيئان: قلبهُ ووقتهُ، فإذا أهملَ وقتَهُ وضيَّعَ قلبهُ ذهبت مِنهُ الفوائد________________________________________
قال ابن الجوزى:اعلم يا بني وفَّقك الله أنه لم يميَّزِ الآدميُ بالعقلِ إلا ليعمل بمقتضاه، فاستحضر عقلك وأعمِلْ فِكرَك، واخلُ بنفسك، تعلمْ بالدليل أنك مخلوق مكلف وأن عليك فرائض أنت مطالب بها، وأن الملكين عليهما السلام يحصيان ألفاظك ونظراتك، وأن أنفاسَ الحي خطوات إلى أجله، ومقدارَ اللُّبث في الدنيا قليل، والحبسَ في القبور طويل، والعذابَ على موافقة الهوى وبيل، فأين لذة أمس؟ قد رحلَتْ وأبقَت ندمًا، وأين شهوة النفس؟ نكّسَت رأسًا وأزلّت قدمًا.________________________________________
قال ابن الجوزى:وما سعِد مَن سعِد إلا بمخالفة هواه، ولا شقِي مَن شقي إلا بإيثار دنياه، فاعتبر بمن مضى من الملوك والزهاد، أين لذةُ هؤلاء وأين تعبُ أولئك؟ بقي الثواب الجزيل والذكرُ الجميلُ للصالحين، والمقالةُ القبيحة والعقاب الوبيل للعاصين، وكأنه ما شبع مَن شبِع، ولا جاع مَن جاع. والكسلُ عن الفضائل بئس الرفيق، وحبُ الراحة يورث مِن الندم ما يربو على كل لذة، فانتبه وأتعِبْ نفسَك، واعلم أن أداء الفرائض واجتنابَ المحارم لازم، فمتى تعدّى الإنسانُ فالنار النار.________________________________________
قال ابن الجوزى: اعلم أن طلبَ الفضائل نهايةُ مرادِ المجتهدين، ثم الفضائلُ تتفاوت، فمن الناس مَن يرى الفضائلَ الزهدَ في الدنيا، ومنهم مَن يراها التشاغلَ بالتعبد، وعلى الحقيقة فليست الفضائلُ الكاملةُ إلا الجمعُ بين العلم والعمل، فإذا حُصِّلا رفعا صاحبهما إلى تحقيق معرفة الخالق سبحانه وتعالى، وحرّكاه إلى محبته وخشيته والشوق إليه، فتلك الغاية القصوى، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، وليس كلُ مريدٍ مرادًا، ولا كلُ طالبٍ واجدًا، ولكن على العبد الاجتهاد، وكلٌ ميسَّرٌ لما خُلق له، والله المستعان.________________________________________
قال ابن الجوزى:أول ما ينبغي النظر فيه معرفة الله تعالى بالدليل، ومعلومٌ أن من رأى السماء مرفوعة والأرضَ موضوعةًٌ، وشاهدَ الأبنية المحكمة، خصوصًا جسدَ نفسِه، علِمَ أن لا بد حينئذ للصَنعة مِن صانعٍ، وللمبني من بانٍ. ثم يتأمل دليل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إليه، وأكبرَ الدلائل القرءانَ الذي أعجز الخلق أن يأتوا بسورة من مثله. فإذا ثبت عنده وجودُ الخالق وصدقُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وجب تسليمُ عِنانِه إلى الشرع، فمتى لم يفعل دل على خللٍ في اعتقاده.________________________________________
قال ابن الجوزى: ينبغي له أن يعرف ما يجب عليه من الوضوء والصلاة، والزكاةِ إن كان له مال، والحج، وغير ذلك من الواجبات، فإذا عرف قدرَ الواجب وقام به فينبغي لذي الهمة أن يترقى إلى الفضائل، فيتشاغلَ بحفظ القرءان وتفسيره، وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبمعرفة سِيَرِه وسِيَر أصحابه والعلماء بعدهم، ليتخيّر مرتبةَ الأعلى فالأعلى. ولا بد من معرفة ما يقيمُ به لسانَه من النحو ومعرفةِ طرفٍ من اللغة مستعمَلٍ. والفقهُ أمُ العلوم، والوعظُ حَلواؤها وأعمها نفعاً.________________________________________
قال ابن الجوزى:وما تقف همةٌ إلا لخساستِها، وإلا فمتى علتِ الهمةُ لم تقنع بدون. وقد عرفتُ بالدليل أن الهمةَ مولودةٌ معَ الآدمي، وإنما تقصُرُ بعضُ الهمم في بعض الأوقات، فإذا حُثَّتْ سارت. ومتى رأيتَ في نفسك عجزًا فسلِ المنعِمَ، أو كسلاً فالجأ إلى الموفق، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته، ولا يفوتُك خيرٌ إلا بمعصيته، ومَنِ الذي أقبلَ عليه فلم يرَ كلَّ مرادٍ لديه؟ ومَن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة؟ أو حظي بغرضٍ من أغراضه؟________________________________________
قال ابن الجوزي:وانظر يا بني إلى نفسك عند الحدود، فتلمَّح كيف حِفظُكَ لها؟ فإنه من راعى رُوعي، ومن أهملَ تُرِك، وإني لأذكر لك بعضَ أحوالي لعلك تنظر إلى اجتهادي، وتسألَ الموفقَ لي.________________________________________
قال ابن الجوزى: أُلْهِمت الزهدَ، فسردتُ الصوم وتشاغلت بالتقلل وألزمتُ نفسي صبرَها، فاستمرأتُ وشمّرت ولازمت، وأحببتُ السهر، ولم أقنع بفن واحد من العلم، بل كنت أسمع الفقه والوعظ والحديث وأتّبع الزهاد. ثم قرأت اللغة ولم أترك أحدًا ممن قد انزوى أو يعظ، ولا غريبًا يقدُمُ إلا وأحضره وأتخيّر الفضائل.________________________________________
على قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب،________________________________________
من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق. فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب. فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه.________________________________________